اخبار الرياضة

تصريحـات أبو تريكة سهام مباشرة فى قلب يورو 2024

تحظى تصريحـات أبو تريكة فى الغالب باهتمام الشارع الرياضي العربي، لما يملكه النجـم المصرى المحبوب مـن رصيد إيجابي لدى الجماهير، فلطالما خطف الأنظار، بمواقفه الواضحة وكلمته الجريئة.

آخر خرجات محمد أبو تريكة الإعلامية، كان لها صدى واضح بين الجماهير العربية المنتشرة فى مواقع التواصل الاجتماعي، حيـث تعلقت بالحدث الأهم الذى يشغل جماهير الكرة حول العالم فى الوقت الحالي، ألا وهو كاس امم أوروبا 2024، المقررة فى ضيافة ألمانيا مـن 14 يونيو/حزيران الحالي وحتى 14 يوليو/تموز القادم.

تصريحـات أبو تريكة التى قُدّمت ببهارات “النقد اللاذع” هذه المرة، جاءت بمثابة “سهام صعبة” للمنظّمين الألمان، الذين طالما “تشدّقوا” بشعارات التنظير والمثالية، فأصابت كلمات “أمير القلوب”، صميم المسكوت عنه، وزادت مـن تعرية “ازدواجية المعايير” المقيتة لدى بعض الجهات فى الغرب.

تصريحـات أبو تريكة “تعرّي” الألمان

يبدو انّ أبو تريكة وكحال السواد الأعظم مـن الجماهير الرياضية العربية، لم يغفر لألمانيا حملتها الشعواء على أول مونديال فى العالم العربي والشرق الأوسط، بتنظيم قطري باهر فاق كل التوقعات فى عَامٌ 2022.

مـن التشكيك فى القدرات الي التذمّر مـن الطقس وختامًا بالدفاع عَنْ الرذيلة بشعار الدفـاع عَنْ التنوع والحريات.. كال الألمان اتهامات بشعة أخرسها التنظيم المذهل للمونديال والذي بصمت به قطر على أحقيتها المطلقة فى تنظيم عُرس عالمي بهذا الحجم.

كلّ ما فات مـن أرشيف، وجد تربة خصبة تفجّرت مـن خلالها تصريحـات أبو تريكة فى توقيت دقيق وحرج، تعرف فيه ألمانيا صعوبات بالغة فى ضبط أوتار اليورو “تنظيميًا” على أكثر مـن صعيد.

مشاكل فى البنية التحتية ترتبط بآليات تصريف المياه فى الملاعب، الي غياب الأمن الذى أدّى الي أعمال شغب متعددة، الي أحداث عنف ضربت المدن بين بعض جماهير المنتخبات.. كلها مظاهر وحكايات عرّت الألمان وصورتهم الناصعة، التى باتت ملطّخة بأشكال العشوائية وغياب التنظيم.

ازدواجية المعايير

تصريحـات أبو تريكة لم تغفل عَنْ الانتباه على ازدواجية المعايير، التى بدا وضوحها بين الغرب والعرب مثيرًا للاشمئزاز مع كل تناول لحدث جديد، حيـث أشار الأيقونة المصرية، فى معرض حديثه فى الأستوديو التحليلي الذى سبق مواجهه المجر وألمانيا، التى انتهت بتأهل وفوز أصحاب الأرض (2-0)، الي الحركة الشهيرة للاعبي “الماكينات” بوضع أكفّهم على أفواههم”، مؤكدًا انّه علينا بوضع “أيدينا على أعيننا” بسـبب الفشل التنظيمي للبطولة الحالية على حد تعبيره.

بالمقابل، فإنّ ما يحدث فى ألمانيا حاليًا مـن أحداث وشغب وخلل تنظيمي فاضح، لا يحظى بأي تركيز إعلامي غربي رغم أنه جاء الي فى أحيان عدة الي حد تهديد سلامة المشجعين، كَمَا وجّه أبو تريكة رسالة للجيل الصغير فى العالم العربي مؤكدًا بأنه مـن الضروري ان “يفتّح عينيه”.

مظاهر سياسة الكيل بمكيالين لا تُحصى ولا تعدّ، وآخرها دخول كل لاعـب مـن منتخـب أوكرانيا الي مواجهه رومانيا الافتتاحية (0-3) مرتديًا علم بلده، وفي ذلك رسالة متجددة للحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، وإن كان المنتخـب الفلسطيني لكرة القدم فعلها فى كاس آسيا، لسُلّطت العقوبات عليه.

غير بعيد عَنْ آسيا، قارة أفريقيا بدورها، تعاني الامرّين مع تنظيم كل نسخة مـن حدثها الأهم “الكان”، حيـث تواجه جميع أنواع النقد، مـن موعد تنظيم البطولة الي ظروف المباريات والصعوبات اللوجستية والسيطرة على الجماهير وغيرها، غير انّ ما يحدث فى ألمانيا “المتحضّرة” حاليًا لم نجد له أثرًا فى كوت ديفوار “الأقلّ شهرة وتحضّرًا” قبل اشهر.

حوادث تنسف “مثالية” الأوروبيين

تصريحـات أبو تريكة نسفت فى وجه آخر مثالية الأوروبيين، ولا سيما الألمان الذين يقدّمون أنفسهم فى ثوب “المدينة الفاضلة” التى تنعدم فيها مظاهر النقص وتتلاشى فيها أوجه الخلل.. النسخه السابعه عشرة مـن اليورو الألماني حملت معها أحداثًا صادمة وصورًا مخجلة لدول كانـت فى الماضي القريب تعطي الدروس بالمجان.

ومن الاحداث الصادمة، أصوات القردة والإساءات اللفظية التى غزت المدرجات فى مواجهه إنجلترا وصربيا، وأعمال الشغب بين الجماهير الصربية والألبانية والكرواتية، التى أوصلت الاتحاد الصربي لكرة القدم للتلويح بالانسحاب مـن البطولة.

ملاعب يورو 2024 بألمانيا تغرق فى مياه الأمطار

ولم تمر الصور المخجلة لموظفي ستاد “سيغنال إيدونا بارك” التابع لبوروسيا دورتموند، مرّور الكرام، اثناء ظهروا وهم يصرّفون المياه التى غزت الْمَلْعَبُ فى مواجهه تركيا وجورجيا، بطريقة بدائية (مماسح يدوية)، ولكن ذلك لم يمنع الأمطار مـن الهطول بغزارة على رؤوس المشجعين، الذين اضطروا الي الاختلاط ببعضهم، قبل ان يدخلوا فى اشتباكات عنيفة.

أيضًا، كان لمدينة هامبورغ نصيب مـن الاحداث، إذ شهدت حادثة الاعلان نار على شخص يحمل زجاجة مولوتوف وفأسًا، وتسبّبت هذه الحادثة فى حالة مـن الهلع، سبقت مباراة هولندا وبولندا فى معقل “فولكسبارك شتاديون”.

ملخّص القول إنّ تصريحـات أبو تريكة جاءت لتصبّ فى خانة المقولة الشهيرة “مـن كان بيته مـن الزجاج.. لا يقذف الناس بالحجارة”.

السابق
حصري العمدة نيوز | موقف ستيفانو بيولي مـن تـدريــب الاتحاد السعودي
التالي
قائد النصر الليبي علي سلامة: هدفنا التتويج بلقب الدورى