اخبار الرياضة

تحليل.. الزمالـك “مكسور الجناح” يسقط امام المصرى مجددًا

سقط الزمالـك للمرة الثانية هذا العام امام المصرى البورسعيدي، بعدما هزمه الأخير بهدفين لهدف فى المباراه التى جرت بين الفريقين ضوء الجولة السادسة والعشرين مـن الدورى الممتاز لكرة القدم “دورى نايل”.

المباراه كانـت قطعة مـن دائرة مفرغة سيظل فيها الزمالـك الي اثناء انتهاء الدورى، بعدما ابتعد تمامًا عَنْ المنافسة على البطولة، وفي نفس الوقت هو ضامن بالفعل المشاركة فى كاس الكونفيدرالية الأفريقية التى توج بطلًا لها هذا العام.

غيابات مؤثرة للزمالك امام المصرى

عانى الزمالـك مـن غيابات مؤثرة على مستوى تشكيلته الأساسية، فقد افتقد لظهيريه الأساسيين عمر جابر وأحمد فتوح، كَمَا ازداد محنة خط هجومه، بعدما استمر غياب سيف الدين الجزيري وانتهاء علاقة الزمالـك بسامسون أكينيولا، ليستمر ناصر منسي خيار غوميز فى مركز المهاجم، رغم أنه على الأرجح لن يكون مجددًا أساسيًّا، بالنظر للمستوى المزري الذى قدمه فى الفرصتين اللتين تحصل عليهما امام سيراميكا كليوباترا والمصري.

لكن غيابًا آخر مؤثرًا اضاف صعوبات أكثر على الزمالـك، بعدما افتقد النادي لخدمات ناصر ماهر، ليدفع جوزيه غوميز بعبد الله السعيد كصانع ألعاب متقدم على غير عادته منذ انضمامه الي النادي الأبيض، ليشترك زياد كمال الي جانب دونغا، خاصة مع المستوى الجيد الذى قدمه كمال فى المباراه الماضية.

رغم تلك الغيابات، إلا ان الزمالـك كان الطرف الأكثر سيطرة على الشوط الاول، ولو ان الأفضلية لم تكن واضحة، لكن الهدف الافتتاحي جاء مـن الطرف الآخر، عندما سجل المتخصص فى التسجيل فى الانديه الكبرى فخر الدين بن يوسف، مستغلًا مجموعه مـن الأخطاء الكارثية لدفاع الزمالـك، بدأت بتمريرة مستهترة بلا معنى مـن محمد عواد الي نداي المُحاصر الذى اضطر للتمرير بسرعة بيمناه، ليعيد الكرة بطيئة وضعيفة الي حساـم عبد المجيد -أو هكذا ظن السنغال- ليخطفها النادي الأخضر ويستغل فخر الدين بن يوسف الامر ليتجاوز المثلوثي، ويسدد فى المرمى ويعيد تكرار المزيد مـن المباريات التى اثناء الزمالـك يحاول لتعويض النتيجة امام المصرى طوال أحداثها.

الزمالـك مكسور الجناح

اعتاد المصرى بمجرد تقدمه امام الزمالـك على فرض تحصينات دفاعية كبيرة حول منطقه جزائه، مانعًا النادي الأبيض مـن الاختراق بسهولة، محاولًا تقليل عَدَّدَ فرص الزمالـك بأقصى قدر ممكن.

حاول الزمالـك الاختراق مـن العمق كثيرًا، وصحيح أنه نجح فى بعض الأحيان فى الحصول على فرص تسديد مـن الخارج، إلا أنها لم تكن كافية لإحداث الفارق بشكل فعّال، كَمَا أنه لم يكن قادرًا على التمرير الي دَاخِلٌ منطقه الجـزاء بسهولة وتأثير، خاصة مع “تأثير الشبح” الذى يقدمه ناصر منسي الذى فشل تمامًا فى ان يصنع اى فارق، وكأن الزمالـك يلعـب بعشرة لاعبين، فقلبا الدفـاع مطمئنان تمامًا لتحركاته البطيئة، ويشاركان إثر ذلك فى الدفـاع امام وداخل منطقه الجـزاء امام زيزو وعبد الله السعيد ومصطفى شلبي.

الغريب ان غوميز وجد ضالته مع بداية الشوط الثانى، عندما بدأ الزمالـك يكون مؤثرًا مـن الأطراف فى الدقائق العشرة الأولى، ونجح النادي فى صناعة بعض الخطورة، لكن بشكل غريب عاد الزمالـك للهجوم مـن العمق، بل وقام غوميز بتحريك مفاجئ لتمركز زيزو، بعدما ترك الجبهة اليمنى تمامًا وأصبح شبيهًا بصانع ألعاب فى العمق، حتـى جاء الامر الي ذهاب عبد الله السعيد أحيانًا الي اليمين لمساندة شحاتة.

على الجانب الآخر، كان وجود مصطفى شلبي عائقًا واضحًا امام استكمال اى هجمة مـن الأطراف، فقد قدم جناح الزمالـك مجموعه متواصلة مـن القرارات السيئة فى التمرير وتحريك الهجمة بينما ندر مـن بعض التمريرات الجيدة الي عمق الْمَلْعَبُ. بخلاف ذلك، كان شلبي يقدم مستوى سيئًا فى أغلب فترات المباراه مع تحركاته التى باتت محفوظة، ويمكنك ان تتوقعها وأنت جالس فى منزلك، بينما لم يكن نداي قادرًا على تقديم المساعدة بشكل متواصل، فشلبي لا ينتظره الي اثناء صعوده، رغم أنه كان قادرًا على إرسال بعض العرضيات الجيدة، علّها تجد مـن يحولها الي المرمى، لكن بشكل عَامٌ لم يكن الزمالـك قادرًا على صناعة فرص كافية للتهديف.

تحول درامي فى أحداث مباراة الزمالـك والمصري

ركلة الجـزاء جاءت مـن واحده مـن تلك الكرات النادرة التى صنع منها الزمالـك الخطورة مـن العمق، بعدما لاحت فرصة التسديد لدونغا لتصطدم كرته بذراع مدافـع المصرى دبش، لكن احمد سيد زيزو أضاع الركلة بعدما اصطدمت بالعارضة وارتدت الي الأرض، ليشير الحكـم احمد الغندور باستمرار اللعب بعدما عرضت الإعادة عدم عبور الكرة بكامل هيئتها، لكن نفس الإعادة عرضت دخول عَدَّدَ مـن لاعبى المصرى قبل تنفيذ الهجمة مع لاعـب مـن الزمالـك، وكان مشتت الكرة باهر المحمدي هو أحد هؤلاء اللاعبـين.

بعد تلك الركلة، بدا وأن شيئًا مـن الإحباط يظهر على لاعبى الزمالـك، خاصة مع مجموعه مـن الاعتراضات العنيفة التى قام بها جوزيه غوميز، ليستغل المصرى الامر ويتمكن مـن تَسْجِيلٌ هـدف رائع عَنْ بواسطة محمد الشامي، الذى اختفى أغلب فترات المباراه، لكنه سجل واحدًا مـن أجمل اهداف الدورى، بعدما أطلق كرة فى الزاوية اليمنى العليا لشباك محمد عواد.

احمد سيد زيزو

وسـط تلك الأجواء كان غوميز يقرر إخراج زيزو تاركًا مصطفى شلبي فى خطوة غريبة مـن المدير الفنى البرتغالي، قبل ان يخرج عبد الله السعيد ويشرك موتيابا الذى أضاع فرصة سهلة جدًّا، لم يدرك جماهير الزمالـك فداحة إضاعتها إلا عندما عاد الزمالـك أخيرًا ليستغل الأطراف، ولكن بعد فوات الأوان إثر هـدف مـن صناعة سيد نيمار، وتسجيل أوباما الذى على مستواه العادي أغلب العام سيكون خيارًا افضل مـن غير المؤثر ناصر منسي.

حكـم ضعيف

ملاحظة أخيرة.. اليـوم كان الحكـم احمد الغندور فى مستوى مزر جدًا. بدأ هذا المستوى المتواضع مبكرًا جدًا ببطاقة صفراء غريبة على إبراهيما نداي فى الدقيقه الثالثة، ولم يتوقف طوال المباراه بكثير مـن الأخطاء الوهمية المُحتسبة أو الأخطاء الحقيقية غير المحتسبة، وكان جديرًا تمامًا بأن يعترض الطرفان عليه، خاصة مـن الجانب الزملكاوي، باحتسابه المزيد مـن الأخطاء أو تجاهلها فقط لأنها تبدو ايضا!

السابق
“النيران الصديقة” تمنح منتخـب فرنسا الفـوز امام النمسا
التالي
بشهادة حية.. كريستيانو رونالدو “ديكتاتور” غرف تغيير الملابس