فى أول لقاء قوي فى يورو 2024 ضوء مجموعه الموت، استهل منتخـب إسبانيا مشواره بفوز كثير على كرواتيا بقيادة المخضرم لوكا مودريتش بثلاثية نظيفة جاءت فى الشوط الاول فى المباراه التى جرت على الْمَلْعَبُ الأولمبي فى برلين.
وتعد هذه هى المرة الثانية فقط التى تبدأ فيها إسبانيا بطوله كاس امم أوروبا بفوز بفارق 3 اهداف، بعد فوزها (4-1) على روسيا فى الجولة الأولى فى يورو 2008.
بينما تعرضت كرواتيا لأقسى خسارة على الإطلاق فى بطوله دولية كبرى (كاس الأمم الأوروبية وكأس العالم)، بعد خسارتها (3-0) امام البرتغال فى بطوله امم أوروبا 1996 والأرجنتين فى كاس العالم 2022 بنفس النتيجة.
هذه النتيجة قد لا تخدم كرواتيا فى مشوارها فى البطولة، خاصة ان فارق الأهداف هو عامل حاسم فى تحديد افضل الفرق صاحبة المركـز الثالث فى المجموعات.
حيوية شباب إسبانيا تهزم خبرات كرواتيا فى الوسـط
خط وسـط كرواتيا، بوجود الثلاثي لوكا مودريتش وماتيو كوفاسيتش ومارسيلو بروزوفيتش، هو الشيء الراسخ والثابت فى كرواتيا منذ اعوام عديدة، جميعهم تزيد أعمارهم عَنْ 30 عَامًٌا ويقتربون بينما بينهم مـن 400 مباراة دولية.
لكن وسـط إسبانيا الشاب والأصغر سنًا والأكثر نشاطًا، تفوق عليهم فى كل النواحي، مـن قدرة على الإبداع وخلق الفرص خاصة فبيدري وفابيان رويز صنعا 4 فرص على الأقل فى مباراة اليـوم، مقابل فرصتين فقط لكل لاعبى وسـط كرواتيا، كَمَا ان تأثير بروزوفيتش كمحور كان مقيدًا بأسلوب الضغط الإسباني المثير للإعجاب.
جاء تفوق إسبانيا فى العمق، التمريرة الحاسمة لفابيان رويز فى الصُّورَةُ أعلاه كانـت مـن قلب الْمَلْعَبُ بمنتهى الأريحية، واللاعب نفسه سجل الهدف الثانى بعد ان تفوق على لاعبى وسـط كرواتيا على حدود منطقه الجـزاء بسـبب الضغط الهش.
أين اختفى لوكا مودريتش امام إسبانيا؟
لم يكن لصاحب الـ38 عَامًٌا لوكا مودريتش اى تأثير يُذكر اثناء المباراه، فخرج دون ان يصنع اى فرصة ولا تسديدة على المرمى، ولا مراوغة حتـى، والسبب يعود لأمرين أولاً قام لاعبو منتخـب إسبانيا بعمل رائع فى عزله بطريقة جيدة.
طريقة إسبانيا كانـت فى الضغط المبكر على نجم ريال مدريد وجعله يتحرك كثيرًا لطلب الكرة، مما يرهقه بشكل اسرع بحكم السن.
إن نظرنا الي الصُّورَةُ الحرارية أدناه لتحركات لوكا مودريتش سنجد أنه كان يلعـب على الطرف وليس فى العمق، منطقته المفضلة، وبمجرد أنه كان يسعي اللعب فى العمق، كان لاعبو إسبانيا يُحاولون دفعه الي طرف الْمَلْعَبُ أكثر.
بداية لوكا مودريتش للمباراة عليها علامة استفهام، فهو عادة لا يبدأ مع ريال مدريد بل يأخذ مثلًا 20 دقيقة الاخيره، لكنه استهلك اليـوم امام حيوية وسـط ستاد إسبانيا، وفي الأخير قام المدرب زلاتكو داليتش بخطوة مفاجئة الي حد ما بإخراجه وكوفاسيتش لأنهما فشلا فى اختبار وسـط الْمَلْعَبُ الذى تحدثنا عنه.
هوية جديدة لمنتخب إسبانيا
فى السنوات الماضية كانـت هوية المنتخـب الإسباني واضحة فى الاعتماد على الاستحواذ، وتدوير الكرات، لكنه اليـوم كسب المباراه دون ان يكسب الاستحواذ، بل اعتمد على اللعب المباشر والهدف الاول خير دليل.
كان منتخـب كرواتيا الأكبر تمريرًا والأكثر استحواذًا، لكن المنتخـب الإسباني كان الأكثر فاعلية وواقعية وقدرة على استغلال الفرص والدفاع القوي.
الانضباط التكتيكي كان عنوان إسبانيا، فى إحدى الركلات الحرة لكرواتيا، عاد جميع لاعبى إسبانيا للدفاع لأنهم يعلمون قوة كرواتيا فى الكرات الثابتة، وفي مرحلة مـن المباريات كانـت طريقة إسبانيا 4-5-1.
المدهش فى النادي الإسباني كان فى أداء لاعبيه دون كرة، كيف كانوا يغلقون الزوايا والضغط القوي، حيـث لعب النادي بشراسة وكثافة حقيقية، وهو شيء غير معتاد على منتخـب “لا روخا”.
عندما اعتقد لاعبو كرواتيا على الكرات العالية والهوائية كان لاعبو إسبانيا حاضرين وكسبوا 19 كرة عاليه مـن أصل 28، بنسبة فـوز 68%، رغم قوة كرواتيا فى الالتحامات الهوائية، وهذا يؤكد تحدث الصُّورَةُ النمطية التى كانـت مأخوذة على إسبانيا.
