اخبار الرياضة

غياب رونالدو قبل اليورو.. تهميش ممنهج أم آلية حماية؟

تعدّ مشاركة رونالدو فى اليورو القادم، الذى تُستهلّ منافساته يـوم الجمعة، أمرًا مرتقبًا بشدة، نظرًا لما تعنيه هذه المنافسه للجماهير، ليس لقيمتها التاريخية فقط، وإنّما لأنها قد تكون “خاتمة” ظهور النجـم البرتغالي مع منتخـب بلاده فى ملاعب كرة القدم.

ومع اقترابه مـن مرحلة الترجّل، يأمل كريستيانو رونالدو، أحد ابرز أساطير اللعبة فى السنوات الاخيره، بعد الفشل فى معانقة لقب المونديال، تحقيق التاج الأوروبي للمرة الثانية فى مشواره بعد عَامٌ 2016 بفرنسا.

وفي هذه النسخه السابعه عشرة مـن كاس امم أوروبا، التى تحتضنها ألمانيا مـن 14 يونيو/ حزيران الحالي وحتى 14 يوليو/ تموز القادم، لن تكون عملية البرتغاليين وقائدهم هىّنة على الإطلاق، وسـط نهم شديد يشعر به عمالقة القارة العجوز، الذين تدفعهم محفّزات عدة لحصد الكأس الغالية.

مشاركة رونالدو.. تهميش فى قالب تكريم

جسامة الهامة وصعوبة المنافسة فى اليورو، وزحف عَدَّدَ مـن المواهب الجديدة على الشكل العام لتشكيلة المدرب الإسباني روبيرتو مارتينيز، دفع ثلة مـن الملاحظين للتطرق الي انّ “برازيل أوروبا” يتأهبون لـ”تهميش” الدور المحوري لنجم النصر السعودي، ومنحة أدوارًا ثانوية فى البطولة، حتـى إن البعض اعتبر بأنّ دعوته للنسخة الألمانية كان مـن بوابة “التكريم” له، كأسطورة خالدة قدّمت المزيد لكرة البرتغال، ولكن ليس أكثر مـن ذلك.هذا الشق الأخير، ارتكز فى فكرته على تناقص الاعتماد على مشاركة رونالدو مع الاقتراب مـن الدخول فى “جديات” اليورو، مؤكدًا انّ خروجه مـن قائمة المباراه “وديا” امام فنلندا (4-2)، وجلوسه احتياطيًّا مـن دون المشاركة فى خسارة البرتغال امام كرواتيا (1-2) فى “وديا” الثانية، والتي تعدّ آخر امتحان تحضيري قبل المغامرة القارية، تعدّ إشارات واضحة مـن الإطار الفنى لرونالدو على طبيعة حضوره فى اليورو.

كَمَا يضيف مُتبنّو هذا الموقف، انّ تميز “الدون” فى التصفيات الأوروبية، مـن اثناء توقيع 10 اهداف كاملة فى 9 مباريات، لن يشفع له لاختطاف مكانة أساسية فى خط أمامي يعجّ بالنجوم الموهوبة التى تتمتع بالحيوية، مـن أمثال برناردو سيلفا ورافاييل لياو وبرونو فيرنانديز وديوغو جوتا وجواو فيليكس وفرانشيسكو كونسيساو وغيرهم، والسبب يعود للاختلاف الشاسع فى نوعية المنافسين بين التصفيات (سلوفاكيا، لوكسمبورغ، ليختنشتاين، أيسلندا، البوسنة، وهي المنتخبات التى مثلت مجموعه البرتغال) وكبار اليورو.

للصورة قراءة أخرى

الوجه الآخر لأطروحة مشاركة رونالدو فى اليورو، يحمل قراءة مختلفة تمامًا عَنْ فرضية “التهميش المتعمّد” رغم الاشتراك فى نقطه تناقص دور “صاروخ ماديرا” مع البرتغال.

والمؤكد بداية انّ رونالدو، صاحب الـ39 عَامًٌا، ما يزال يحظى بأهمية ضوء مخططات مارتينيز، وإلاّ ما كان ليعوّل عليه أيضًا فى التصفيات الأوروبية، ولكنّ الفرق يكمن فى مراعاة عامل التقدم فى السّن، ووضعه ضوء اهم الاعتبارات، لأنّ نسخة “الدون” الحالية ليست كسابقاتها، وهذا أمر جلي للكلّ، برغم الشغف والعطاء، والأرقام التى ما يزال يقدّمها الأسطورة بألوان “العالمي”.

مشاركة رونالدو بقميص البرتغال لا يمكن اختزالها فى ما هو متوقّع منه، مـن حيـث تَسْجِيلٌ الأهداف أو المساهمة فى صنعها بأي شكل كان، فاسمه تخطّى حواجز الأرقام، فوجوده يمثّل رمزية خاصة، كيف لا، وهو الأسطورة التى توّجت البرتغال فى عهده بلقبيها الدوليين الوحيدين (يورو 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019).

أضف الي ذلك، أنه الهداف التاريخي لمسابقة كاس امم أوروبا  (14 هـدفًا)، وبفارق 5 اهداف عَنْ الأسطورة الفرنسي ميشيل بلاتيني، وهو رقم قد يحفّز “عاشق تحطيم الأرقام” على تقديم نسخة ختامية لا تُنسى.

كلّ ما فات، قد يدفع المدرب مارتينيز الي استثمار هذا الإرث الكبير لـ”CR7″ فى المنتخـب، مـن اثناء “تقنين” دقائق حضوره على المستطيل الأخضر، واستعمال الآلية الأنسب لتفادي استنزاف طاقته، التى طالما يتمّ اللجوء اليها فى الأوقات الحاسمة.

أرقام مشجّعة لختام حالم

مشاركة رونالدو فى يورو 2024، لن تكون مرتكزة فقط على “هيبته” وفخامة اسمه، وإنّما أيضًا على أرقامه المرعبة، التى لم تتوقف فى العام المنقضي، الذى حَقَّق فيه جملة مـن الإنجازات الاستثنائية اللافتة مع ناديه النصر السعودي، أبرزها أنه بات الهداف التاريخي لدوري روشن برصيـد 35 هـدفًا، ليصبح أول لاعـب فى التَّارِيخُ يتزعم قمة الهدافين فى 4 دوريات مختلفة (الانجليزي والإسباني والإيطالي والسعودي).

جوزيه مورينيو المدير الفنى لنادي فناربخشة يتحدث عَنْ كريستيانو رونالدو فى كاس امم أوروبا ويرشح الفائز بلقب يورو 2024

دوليًا أيضًا لم يختلف الحال، فاسم رونالدو طغى على الكل، حيـث وقّع بمفرده 10 اهداف على مستوى تصفيات اليورو، ومع ترسانة هجومية مرعبة، احتكرت أقوى السجلات فى التصفيات الأوروبية بتسجيل 36 هـدفًا، وتحقيق الْعَلَّامَة الْكَامِلَة (10 انتصارات فى 10 مباريات)، مـن المتوقع ان تكون مشاركة “الدون” -بغض النظر عَنْ مساحتها الزمنية- مثمرة جدًا، على أمل نهاية دولي حالم لمسيرة نجم مـن بين الأكثر نجاحًا وإلهامًا على مدار العصور.

السابق
3 أسباب تجعل النصر يحاول للتعاقد مع لاعـب ريال مدريد
التالي
التعمري يخطف الأنظار قبل مباراة الأردن والسعودية!