تحمل مسابقه اليورو على مدار تاريخها المزيد مـن القصص الغريبة والطريفة أيضًا، لعل أغربها على الإطلاق هو الاحتكام الي عملة معدنية مـن اجل تحديد منتخـب فائز فى المباراه، وذلك فى نسخة 1968 لبطولة كاس امم أوروبا.
وفي حياتنا بشكل عَامٌ، توجد قصص غريبة ولا تُصدق، لكن هل سبق لك ان استخدمت عملة معدنية لاتخاذ قرار؟ صدق أو لا تصدق، لعبت هذه الطريقة البسيطة دورًا حاسمًا فى بطوله اليورو، حيـث حددت النادي الذى سيتأهل لمواجهة يوغوسلافيا فى النهائى.
فى عَامٌ 1968، جرت بطوله أوروبا بينما النسخه الثالثة فى تاريخ اليورو، وعلى عكس وقتنا الحالي، كان تتم دعوة المنتخبات للمشاركة فى البطولة، وآنذاك جرت فى إيطاليا، وتمت دعوة يوغسلافيا أيضًا بجانب إنجلترا والاتحاد السوفييتي.
ما أكثر منتخـب حَقَّق انتصارات فى تاريخ كاس امم أوروبا؟
وفي الدور نصف النهائى مـن بطوله اليورو لنسخة 68، واجهت إيطاليا منتخـب الاتحاد السوفييتي فى الدور نصف النهائى؛ وأقيمت المباراه فى نابولي تحت أمطار غزيرة ولم يسجل اى مـن الفريقين اثناء الوقت الأصلي أو الإضافي، واضطرت إيطاليا الي الصمود فى أغلب فترات المباراه بعشرة لاعبين، حيـث أصيب نجمها جياني ريفيرا فى الدقيقه الخامسه، ولم يكن مسموحا بالتبديلات فى البطولة الأوروبية فى ذلك الوقت.
لا وقت للإعادة فى اليورو
وكان الحل الأكثر منطقية هو إعادة المباراه، لكن لم يكن هناك وقت لذلك حيـث كان مـن المحدد إقامة المباراه النهائيه بعد ثلاثة أيام، وبالتالي، كان لا بد مـن تحديد المتأهل للنهائي مـن اثناء قرعه العملة، والتي لم تتم على أرض الْمَلْعَبُ ولكن فى غرفه تبديل الملابس الخاصة بحكم المباراه، وكان الألماني كورت تسكينسكير حكـمًا لتلك المواجهة.
ولضمان العدالة، فقد رافق الحكـم، قائدا النادي الإيطالي جياسينتو فاكيتي ولاعب الاتحاد السوفيتي ألبرت شيستيرنيوف. وتقدّم مصادر مختلفة روايات مختلفة حول مـن ذهب بالضبط الي غرفه الحكـم، وأشار اللاعب الإيطالي جاشينتو فاكيتي، الي ان كل قائد كان برفقة ممثل آخر عَنْ منتخـب بلاده، وهُناك أيضًا اخبار تفيد بأن مدير فني الاتحاد السوفيتي ميخائيل ياكوشين والمهاجم ألكسندر لينيوف كانا حاضرين، حيـث أشار لينيوف لاحقًا الي أنه ليس لديه اى فكرة عَنْ كيف انتهى به الامر هناك.
وتختلف الروايات أيضًا بينما يتعلق بما حدث فى غرفه تبديل الملابس، ويقول البعض إن تسكينسكير سأل فاكيتي مباشرة عَنْ وجه العملة الذى يريد اختياره، بينما يزعم آخرون ان الحكـم الألماني سأل باللغة الإنجليزية عما إذا كان سيكون الوجه أم الكتابة، لكن شيستيرنيوف لم يفهم السؤال، وبعد ذلك قام فاكيتي بالاختيار بسرعة.
وبعد دقائق قليلة، خرج فاكيتي مـن النفق، وحبس أنفاس الجماهير قبل ان يصل القائد يديه فى الهواء، مما أثار احتفالات صاخبة، وحرمت العملة المعدنية، المنتخـب السوفيتي وحارس مرماه المعروف ليف ياشين مـن حلم الوصول للمباراة النهائيه، بعدما صعود لها فى أول بطولتين أوروبيتين.
وبلغ الآزوري، النهائى امام المنتخـب اليوغوسلافي، والمفارقة انّ التعادل اعلن مباراة إيطاليا ويوغسلافيا فى النهائى أيضًا، ولكن اللوائح بينما يخص النهائى كانـت تختلف عَنْ الدور نصف النهائى، حيـث بعد التعادل (1-1) لمدة 120 دقيقة، تقرر إعادة المباراه.
إيطاليا تُتوج ببطولة يورو 1968
مع عدم استطاع اى مـن الطرفين مـن كسر الجمود، تم إعادة المباراه النهائيه؛ وكان عليهما ان يلتقيا مرة أخرى بعد يومين، وانتصر أصحاب الأرض فى مباراة العودة بنتيجة (2-0) فى اللقـاء الذى أقيم فى ستاد “الأولمبيكو”، لتحصل إيطاليا على لقبها الاول فى اليورو وهو إنجاز كرروه فقط فى النسخه الماضية عَامٌ 2021.
