أحد الاستفهامات التى طرأت على سطح النقاشات الكروية هذه الأيام، هو دور كريستيانو رونالدو فى يورو 2024 بألمانيا، وهل يعتمد عليه المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز بصفة أساسية، أم يقلص أدواره بالتدريج لصالح المواهب الصاعدة فى المنتخـب البرتغالي.
رونالدو (39 عَامًٌا) هو هداف كاس امم أوروبا التاريخي برصيـد 14 هـدفًا، بفارق 5 اهداف عَنْ أقرب ملاحقيه، الفرنسي المعتزل ميشيل بلاتيني، وسيحاول نجم النصر السعودي فى نهائيات ألمانيا تعزيز رصيده التهديفي، والابتعاد أكثر فى لائحة الهدافين التاريخيين.
فازت البرتغال بأول لقب كثير فى كل تاريخها عَامٌ 2016، حينما حصدت كاس امم أوروبا، وكان بقيادة رونالدو، قبل ان تعززه بلقب دورى الأمم الأوروبية 2019، وهنا يمكن الجزم بأن صاروخ ماديرا هو صانع سمعة البرتغال الدولية بالفعل.
مع رحيل المدرب السابق فرناندو سانتوس أوائل 2023، وتعيين مارتينيز، اتجهت البرتغال لتقليص اعتمادها على اللعب الدفاعي، وانتهجت تكتيكًا هجوميًّا بحتًا، حيـث أنهت تصفيات يورو 2024 بأفضل سجلات تهديفية فى كل القارة، بتسجيلها 36 هـدفًا مع 190 تصويبة، وتحقيق الْعَلَّامَة الْكَامِلَة بـ10 انتصارات مـن 10 مباريات، كان لرونالدو نصيب الأسد بتسجيله وحده 10 اهداف.
دور رونالدو فى يورو 2024
الدور البارز لرونالدو فى تصفيات البطولة، ربما لن يتم ترجمته الي أرض الواقع فى البطولة نفسها، فحسب الإحصائيات، يتبين ان المدرب مارتينيز يقل اعتماده على اللاعب بالتدريج، فهو يعلم ان مسيرته الدولية على وشك الانتهاء.
جرت العادة فى السنوات الماضية فى المنتخـب البرتغالي ان تعطي الكرة الي رونالدو فى موقع قريب مـن المرمى، ليقوم بالتسجيل مـن كل الوضعيات، بالقدمين أو الرأس أو اى طريقة كانـت، لكن مع مارتينيز اختفت هذه الاعتمادية بالتدريج.
مع وجود لاعبين هجوميين، بحجم برناردو سيلفا ورافائيل لياو وبرونو فيرنانديز وديوغو جوتا وبيدرو نيتو وجواو فيليكس، لا يمكن أبدًا سلك درب “مرر لرونالدو”، فهذا مـن شأنه ان يطمس ويثبط قدرات مواهب زملائه وينسف مجهوداتهم.
انسحاب تدريجي مـن رونالدو
فى تصفيات يورو 2024، جاء الي معدل لمسات رونالدو فى المباراه الواحدة 36.9 لمسة، وبالنظر الي أرقام زملائه، هناك 16 لاعـبًا فى المنتخـب البرتغالي لديهم نسبه لمس كرة أكثر منه، هذه النقطة تقودنا الي ان مارتينيز لا يعتمد على اللاعب فى بناء اللعب مطلقًا.
ربما فى الماضي، كان الجميع يبحث عَنْ رونالدو فى الثلث الأخير مـن الْمَلْعَبُ، حينما اتسم بالعنفوان والطاقة المتفجرة فى الركض والمراوغات، لكن الان يتجه لاعبو المنتخـب البرتغالي الي خيارات أخرى، مثل لياو فائق المهارة، أو سيلفا فائق الذكاء، أو فيرنانديز العقل المدبر.
ففي تصفيات يورو 2024، لم يقم رونالدو بأي توزيعة عرضية صحيحة، ولم يكمل سوى 3 مراوغات ناجحة.
حصر دور رونالدو فى يورو 2024
مع ذلك، حصر المدرب مارتينيز اهميه رونالدو فى التسجيل فقط، فرغم أرقامه الشحيحة فى المراوغات والصناعة وبناء اللعب، يمكن ملاحظة ان رونالدو آلة تهديفية لا يشق لها غبار، فقد سجل 10 اهداف مـن 9 مباريات خاضها فى التصفيات.
رونالدو هو اللاعب الأكثر تصويبًا على المرمى مـن جانب المنتخـب البرتغالي فى التصفيات، بـ46 تصويبة، والأكثر تهديفًا بطبيعة الحال، واستنادًا الي تلك المعطيات، فإن دور رونالدو فى يورو 2024 يبدو واضحًا للغاية، اللمسة الاخيره فقط.
ربما كان بواسطة التصفيات سهلًا نوعًا ما، فقد قابل صاروخ ماديرا فى التصفيات منتخبـات ركيكة أمثال ليختشتاين ولوكسمبورغ والبوسنة وأيسلندا، لذلك سيظل الحكـم النهائى مرهونًا بأداء رونالدو فى يورو 2024 حينما يقابل الكبار.
فى النسخه السابقة 2020، تأهلت البرتغال مـن المجموعات، بحلولها ضوء افضل منتخبـات احتلت المركـز الثالث برصيـد 4 نقاط، فى مجموعه ضمت معها فرنسا وألمانيا والمجر، قبل ان يُقصى رونالدو مـن ثمن النهائى على يد بلجيكا بهدف وحيد.
فى النسخه الحالية مـن كاس امم أوروبا 2024، ربما الامور افضل قليلًا بالنسبة للتنافسية فى الدور الاول، حيـث سينافس المنتخـب البرتغالي فى مجموعه تبدو فى المتناول، مع جورجيا وتركيا وجمهورية التشيك.
