يتأهب منتخـب إنجلترا للظهور للمرة الحادية عشرة فى تاريخه فى بطوله كاس امم أوروبا، عندما يشارك فى يورو 2024، والتي تجري فى ألمانيا.
ويبحث منتخـب إنجلترا عَنْ لقبه الاول فى كاس امم أوروبا، حيـث لم يسبق جاء الى لمنتخب الأسود الثلاثة وأنّ نجح فى التتويج بالالقاب، الذى كان قريبًا منه فى نسخة يورو 2020 الماضية، قبل الخسارة امام إيطاليا فى النهائى.
ويمتلك منتخـب إنجلترا مجموعه كبيرة مـن اللاعبـين الرائعين، وخاصّة فى الجانب الهجومي، وعلى رأسهم هاري كين، فيل فودين، بوكايو ساكا، كولر بالمر وإيفان توني، وحتى فى وسـط الميدان توجد أسماء لامعة على غرار جود بيلينغهام، ولكن يبقى دفاع منتخـب إنجلترا هو الحلقة الأضعف.
وفي آخر خمس مباريات خاضها المنتخـب الانجليزي، بين مباريات ودية ورسمية مُنذ نوفمبر/ تشرين الثانى مـن العام الماضي، تلقت شبـاك المنتخـب الانجليزي 5 اهداف فى 5 مباريات، بينما سجّل 6 اهداف.
وفي المباريات الكبرى لم يكن دفاع منتخـب إنجلترا صلبًا كَمَا يُنتظر، حيـث هُزمت مـن البرازيل وديًّا (1-0)، وقبله تعادلت مع مقدونيا الشمالية فى نهاية تصفيات اليورو (1-1)، وتعادلت أيضًا مع بلجيكا (2-2) وديًّا، وقبل الخسارة مـن أيسلندا (1-0)، لم تحقق إلا فـوزًا واحدًا على حساب البوسنة والهرسك (0-3)، وهو منتخـب يأتي المرتبة الـ74 عالميًّا.
صعود معدل الأعمار
ويوجد شيء مُشترك فى دفاع منتخـب إنجلترا، وهو صعود معدل الأعمار السنية بين اللاعبـين، حيـث يوجد جون ستونز (30 عَامًٌا)، لويس دانك (32 عَامًٌا)، كايل ووكر (34)، كيران تربيير (33)، جو غوميز (27)، لوك شاو (28).
بينما يوجد 3 لاعبين فقط لم يتجاوزوا سن الـ27، وهما إزري كونسا (26 عَامًٌا)، والذي لا يمتلك خبرات دولية كبيرة، مع خوضه 4 مباريات مع منتخـب الأسود الثلاثة حتـى الان، والصاعد مارك جيهي (23 عَامًٌا)، بينما الأخير ترينت ألكسندر أرنولد (25 عَامًٌا)، لكن ساوثغيت لا يراه كظهير أيمن، ويحب الاعتماد عليه فى وسـط الدفـاع أكثر!
وفي مباراة أيسلندا وإنجلترا “وديا”، يُظهر الهدف الوحيد الذى سجله يون داغور ثورستينسون، مدى تأثر دفاع منتخـب إنجلترا بفكرة معدل الأعمار السنية المرتفع، حيـث يوجد 6 لاعبين تتجاوز أعمارهم 28 عَامًٌا.
ويُظهر هذا الهدف مدى الضعف الواضح فى دفاع الأسود الثلاثة، حيـث لم يركض فيل فودين فى وسـط الميدان خلف هكون أرنار هارالدسون، الذى مرر الكرة لثورستينسون فى لقطة خرج فيها كايل ووكر مـن مركزه، كَمَا هو الحال مع كوبي ماينو الذى لم يلحق بالكرة، وتباطأ جون ستونز فى التقدم مـن اجل إبعاد الهجمة التى انتهت فى النهايه بهدف فى شبـاك آرون رامسديل.
ورغم ان المباراه ودية فى النهايه، لكنها تُشير الي انّ دفاع الأسود الثلاثة ليس فى افضل حالاته، وهناك تساؤلات بشأن مـن سيلعب مع جون ستونز فى قلب الدفـاع، على افتراض ان مدافـع مانشستر سيتي الذى تقـدم لضربة فى الكاحل اثناء المباراه سيكون لائقًا بما يكفي للمشاركة فى يورو 2024، ومع تراجع أداء لويس دانك وجو غوميز، ربما يكون مارك غيهي، هو الأقرب للعب فى قلب الدفـاع.
ووكر أم تريبير أم أرنولد؟
فى مركز الظهير الأيمن، يمتلك ساوثغيت الثلاثي كيران تربيير وكايل ووكر وترينت ألكسندر أرنولد، والأخير لا يريد ساوثغيت فى توظيفه بهذا المركـز، حيـث لم يشارك فى إلا (10) مباريات مـن أصل (25) خاضها مع إنجلترا كظهير أيمن.
وفي اثناء عدم الاعتماد على أرنولد كظهير أيمن، يظل هذا المركـز نقطه ضعف واضحة، وهو الجانب الذى جاء منه هـدف أيسلندا فى المباراه “وديا” الاخيره، ولم يكن ووكر قادرًا على الركض للحاق بالكرة، وهو كان مـن بين الأقل تقييمًا فى المباراه بـ6.8 مـن 10.
هل تريبيير هو الحل؟
عندما تم اختيار كيران تريبيير كظهير أيسر أساسي لإنجلترا، قوبل الامر بالدهشة فى بداية تصفيات اليورو، وبعد ثلاث اعوام لم يقدم لاعـب نيوكاسل يونايتد، افضل ما لديه فى هذا المركـز.. إذن ما الذى سيفعله ساوثغيت؟ فى اثناء الشكوك حول مدى جاهزية لوك شاو والذي يُعاني مـن اصابه.
ربما يلجأ المدرب الانجليزي الي حل مفاجئ بعض الشيء، ويضع ووكر كظهير أيسر، ليعوض غياب لوك شاو، ما يسمح لألكسندر أرنولد باللعب على الجانب الآخر فى مركزه الطبيعي بالرواق الأيمن.
وحتى إذ لجأ ساوثغيت الي الرباعي (كايل ووكر، مارك جيهي، جون ستونز، أرنولد)، ربما يعبر الي بر الأمان فى مباراة صربيا بالجولة الأولى، لكن لن يكون الامر ايضا امام منافس افضل فى المباريات الأكثر صعوبة، خاصة فى مراحل خروج المغلوب.
تكتيكات ساوثغيت قد تحمي دفاع منتخـب إنجلترا
ضعف دفاع المنتخـب الانجليزي ليس بجديد على المدرب ساوثغيت، ومع ذلك لم يمنعهم هذا الامر مـن الوصول الي الدور ربع النهائى على الأقل فى كاس العالم 2018، ومونديال 2022، بجانب يورو 2020.
ووفقًا لـ”OPTA“، فهم استقبلوا عَدَّدًَا أقل مـن الأهداف فى تلك الالقاب الثلاث مُقارنة بمنتخبات أخرى، مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا فى الالقاب الثلاث المذكورة، على أساس كل 90 دقيقة.
وربما يلجأ ساوثغيت الي التأمين الدفاعي مـن وسـط الميدان، بالاعتماد على ديكلان رايس فى العمق، وإشراك أرنولد بجانبه، لمساعدته فى توصيل الكرة الي الأمام، فى اثناء وجود نجوم كبار مثل بيلينغهام وفودين وبالمر وهاري كين، أو ربما يلجأ لخطة (3-5-2) أو (3-4-2-1)؛ أو حتـى (3-4-3) مـن اجل الظهور بشكل دفاعي افضل.
