حظي منتخـب إنجلترا بأباطرة نجوم كرة القدم عبر العقود الماضية، منهم مـن حَصَد الكرة الذهبية مثل المهاجم مايكل أوين عَامٌ 2001، أو نافس عليها مثل ستيفن جيرارد الذى حل ضوء أول 3 مرشحين فى مناسبتين، فضلًا عَنْ امتلاك إنجلترا أكبر وأغنى دورى كرة قدم فى العالم، وهو الدورى الانجليزي الممتاز “البريميرليغ”، ومع ذلك أخفق منتخـب (الأسود الثلاثة) فى كل المناسبات الدولية والإقليمية الكبرى.
حَقَّق منتخـب إنجلترا لقبًا وحيدًا طيلة تاريخه، وهو كاس العالم 1966 التى استضافها على أرضه، وفيما عدا ذلك لم يصل لاعبوه اى كاس، سواء فى المونديال أو كاس امم أوروبا.
المزيد مـن الْجَوْدَةُ تقتل
رغم امتلاكه النجوم والموارد المالية والبشرية والتدريبية، فقد أخفق منتخـب إنجلترا مرة تلو الاخرى، ويمكن ان نعزي السبب فى المقام الاول الي الْجَوْدَةُ الفائقة الزائدة عَنْ اللزوم، فكلما امتلك النادي نجومًا مـن الصف الاول فى تشكيله واحده، قلت درجة التحكم والتعاون معًا كفريق واحد.
فى كاس امم أوروبا التى تبدأ بعد أيام، يمتلك منتخـب إنجلترا 6 لاعبين فى قائمة أغلى 10 لاعبين فى البطولة، بهيمنة واضحة، مثل جود بيلينغهام (180 مليون يورو)، وفيل فودين (150)، وبوكايو ساكا (140)، وديكلان رايس (120)، وهاري كين (110)، بوفرة غير عادية فى النجوم.
فى مركز الجناح الأيمن هناك الثلاثي المتألق فيل فودين وساكا وكول بالمر، ;سيكون المدرب ساوثغيت مضطرًا لإشراك لاعـب واحد منهم فى التشكيلة. وإن زج بفودين فى مركز صانع الألعاب، فسيتداخل ذلك مع عمل جود بيلينغهام.. هذه إحدى الإشكالات التى تواجه تكدس النجوم فى منتخـب إنجلترا على الدوام.
فى مركز الظهير الأيمن، هل سيشرك المتألق كايل ووكر أم لاعـب ليفربول ألكسندر أرنولد؟ هناك فكرة انبثقت مؤخرًا وهي إشراكهما معًا، ووكر فى مركزه المعتاد وأرنولد فى الوسـط.. هذه الفكرة خلقت حالة مـن الجدل وعدم الاستقرار الفنى فى النادي، لا سيما مع وفرة لاعبى الوسـط الممتازين، مثل جيمس ماديسون وكورتيس جونز.
هذه المشكلة أحبطت هولندا جاء الى، فاللاعبون الهولنديون مـن بين الأفضل فى العالم مـن حيـث الْجَوْدَةُ والتكتيك، لكن لم يساعد ذلك منتخـب (الطواحين) فى الفـوز بأي لقب كثير منذ نحو 4 عقود، وذهبت جهودهم دائمًا سُدى، حنيما يتعلق الامر بالتعاضد الجماعي.
جيرارد ولامبارد وسكولز كمثال فى منتخـب إنجلترا
فى وقت، ما كان خط وسـط منتخـب إنجلترا هو الأفضل بلا منازع فى أوروبا على مستوى الأسماء الفردية، بقيادة جيرارد وفرانك لامبارد وبول سكولز، لكن لم يترجم الثلاثي جودته الي إنجاز حقيقي فى الْمَلْعَبُ، قياسًا بإمكاناتهم الفعلية.
ربما يكون السبب ان كلًّا منهم كان قائدًا لفريقه، جيرارد فى ليفربول ولامبارد فى تشيلسي وسكولز فى مانشستر يونايتد، حيـث تندلع بينهم تنافسية كبيرة فى مباريات الدورى الانجليزي الممتاز بشكل دورى، واعتاد كل منهم ان يكون الآخر منافسه اللدود، لا زميله فى المنتخـب.
هذه النظرة التنافسية بين الثلاثي، انتقلت الي كل اللاعبـين فى العموم، فالسواد الأعظم مـن لاعبى منتخـب إنجلترا هم لاعبون محليون فى الأساس بالدوري الممتاز، يتنافسون بضراوة بينما بينهم كل أسبوع فى المنافسه.
تخيل معي الدفـاع مثلًا المكون مـن: الظهير الأيسر آشلي كول مـن أرسنال، وقلبي الدفـاع جون تيري مـن تشيلسي وريو فيردناند مـن مانشستر يونايتد، والظهير الأيمن غيلين جونسون مـن ليفربول، وخلفهم روبرت غرين مـن وست هام يونايتد.
5 لاعبين مـن خمسة أندية فى 5 مراكز مختلفة بنفس التشكيلة بالخط الخلفي، وكلها تحظى بعداء شديد مع بعضها، فتشيلسي ينافس وست هام فى لندن، وليفربول يحظى بعداء لا متناه مع مانشستر يونايتد، أمّا أرسنال فقد دخل معهما فى صراع الزعامة على كرة القدم الإنجليزية.
ربما تلك النقطة اعلنت منتخـبًا مثل ألمانيا، فبايرن ميونخ يسيطر كليًا على المشهد، ما يجعله المصدّر الاول والأبرز للاعبين الي منتخـب (المانشافات)، ويمكن رؤية 7 أو 8 لاعبين مـن بايرن ميونخ دائمًا فى تشكيله منتخـب ألمانيا، وتشعر كأن النادي البافاري هو مـن يلعـب وليس المنتخـب الوطني.
