اخبار الرياضة

عموتة “المحظوظ” ينجو بمنتخب الأردن ليواصل حلمه المونديالي..!

يُحسد المغربى الحسين عموتة، المدير الفنى لمنتخب الأردن، على قيادته جيلًا ذهبيًّا، استطاع معه ان يغير المعادلة، ويرفع مـن شأن كرة القدم الأردنية قاريًّا وعالميًّا، ويضعها على مشارف تحقيق حلم الوصول للمونديال لأول مرة بالتاريخ.

ولم تكن مباراة الامس الخميس امام طاجيكستان سهلة، بل إن الأخير فرض أفضليته فى الشوط الاول، ولو استثمر ما أتيح له مـن فرص، لتغير الحال، ولخرج النشامى مـن البوابة الخلفية لتصفيات المونديال، بيد ان ظروفًا عديدة أسهمت فى “جبر خواطر” الجماهير المحتشدة، وجعلت مسيرة الحلم تتواصل.

وعاشت الجماهير الأردنية حالة مـن الفرح طيلة الساعات الماضية، وأطلقت أبواق سياراتها معبرة عَنْ سعادتها بإنجاز عملية طاجيكستان، وبثلاثية نظيفة وضمان التأهل لكأس آسيا 2027 بالسعودية، وبلوغ الدور الحاسم مـن التصفيات المونديالية لأول مرة.

ويتوجب على عموتة ان يتوقف مطولًا عند ما حدث فى الشوط الاول، فرغم حالة الانتباه التى طغت على تدريبـات النشامى طيلة الفتره الماضية، إلا ان الحالة الذهنية فى الشوط الاول، والعشوائية التكتيكية كادت ان تعصف بالحلم وتحوله الي كابوس مزعج.

ويلخص “العمدة نيوز” فى هذا المقال، ابرز ما شهدته المباراه مـن منعطفات، ويكشف أسباب الظهور السلبى المفاجئ للنشامى فى الشوط الاول، وكيف انتفض فى الشوط الثانى وغيّر الموازين.

عموتة “المحظوظ”

لا يخفى على أحد ان عموتة يعتبر مدير فنيًا محظوظًا لعدة أسباب، يتقدمها أنه تسلم دفة قيادة النشامى وهو فى حالة تصاعد على مستوى الأداء والنتائج، فضلًا عَنْ أنه تولى الإشراف على تـدريــب جيل مـن اللاعبـين الموهوبين، يعد تاريخيًّا الأفضل فى مسيرة الكرة الأردنية، ويتقدمهم موسى التعمري ويزن النعيمات وعلي علوان ومحمود مرضي ونزار الرشدان.

وكذلك، فإن عموتة محظوظ، باعتباره يوشك على تحويل حلم -طالما انتظرته الجماهير الأردنية- الي حقيقة فى الوصول الي المونديال، بعد ان رفـع فيفا عَدَّدَ المقاعد المخصصة لقارة آسيا الي 8.5 مقعد، ما سيعزز مـن حظوظ النشامى فى تحقيق حلم الوصول الي المونديال.

منتخـب الأردن يبلع الدور الثانى مـن تصفيات مونديال 2026

ولعل وصف عموتة بالمدرب “المحظوظ” لا يعني ان المدرب ليس لديه ما يقدمه للنشامى على المستوى الفنى، ولا نقصد الانتقاص مـن حقه بينما تحقق، بل على العكس، فهو اجتهد عندما تسلم الهامة فى رصد التفاصيل الخاصة بقدرات كل لاعـب، وصحيح أنه تقـدم فى البداية لسلسة خسائر قاسية، لكنه كان يهدف فى الأساس للوصول الي الأهم، وهو معاينة القدرات أملًا فى اختيار اللاعبـين الأفضل.

وفي كاس آسيا، قلب عموتة جميع التوقعات، وقاد النشامى لوصافة كاس آسيا لأول مرة بتاريخ كرة القدم الأردنية، بعدما أحسن توظيف قدرات هذا الجيل، وفق طريقة لعب متقن ومثالي، معولًا بذلك على حلقة التفاهم والتناغم بين اللاعبـين، وبخاصة فى خط المقدمة.

سلبيات وسر التفوق

كاد منتخـب النشامى يقع بالمحظور، وتنقلب الامور رأسًا على بعد، حيـث جاء عَدَّدَ الركلات الركنية لمنتخب طاجيكستان فى الشوط الاول الي نحو 8 ركلات، وخلناه للحظة أنه هو مـن يلعـب فى أرضه وبين جماهيره، حيـث فرض أفضليته ولاحت له فرص عديدة، لو استثمر نصفها لخرج متقدمًا على الأقل بهدفين.

ولم يوفق منتخـب طاجيكستان بالتسجيل فى الشوط الاول، والسبب يعود الي تألق حارس مرمى منتخـب الأردن، يزيد أبو ليلى، الذى أنقذ فريقه مـن عدة فرص خطيرة، فضلاً عَنْ حالة التسرع وغياب الانتباه لدى لاعبى الخصم، حيـث تكرر مشهد الفرص المهدرة بشكل غريب دَاخِلٌ منطقه الجـزاء، وشاهدنا أكثر مـن كرة حاسمة لم يحسن المهاجمون استثمارها أو تسديدها بالشكل السليم.

ولا شك ان عموتة كان مطالبًا بالتدخل فى الشوط الاول لا الانتظار للشوط الثانى، لكن مشيئة الله ثم تألق أبو ليلى وتسرع لاعبى طاجيكستان، أسهمت فى انتهاء الشوط الاول بالتعادل السلبى.

جانب مـن لقاء النشامى امام طاجيكستان (facebook/JordanFootball)

ما حدث فى الشوط الثانى لم يكن غريبًا، فكما يؤمن عموتة بقدرات اللاعبـين، فإن الجماهير تؤمن بذلك أيضًا، فشاهدناهم -اى اللاعبـين- قد تحرروا مـن الضغوطات النفسية التى كان يجب ألا تؤثر فيهم بهذا القدر، بعد ان شعروا بحراجة موقفهم، فبرع علي علوان ويزن النعيمات ومحمود مرضي فى الاعلان عَنْ فاعليتهم الهجومية الحقيقية، ليفرضوا على الخصم التراجع والحذر الدفاعي.

وبدأت المنظومة الهجومية تعمل بشكل جميل ومثالي، فجاء الهدف الاول بتمريرة ساحرة مـن نزار الرشدان حولها يزن النعيمات، وقدمها على طبق مـن ذهب لرفيق دربه علي علوان، الذى سدد بكل ثقة دَاخِلٌ الشباك.

بعد الهدف اكتسب النشامى الثقة والراحة النفسية، وعاد كل لاعـب ليقدم المطلوب منه بالشكل الأمثل، حيـث خفف هـدف السبق مـن حجم الضغوطات، وتفتحت الشهية التهديفية لمنتخب النشامى ليحرز الهدفين الثانى والثالث.

تغييرات متأخرة جدًّا

ما يزال عموتة لا يؤمن بقدرات دكة البدلاء، فهو يؤمن بـ 11 لاعـبًا مثلوا منتخـب النشامى فى كاس آسيا ويعتمد عليهم فى كل المباريات، صحيح أنه أجرى 5 تغييرات، لكنها كانـت فى الدقائق الاخيره، والهدف الرئيس منها لم يكن تكتيكيًّا بقدر ما كان محاولة استهلاك الوقت ليس إلا، والرد على منتقديه بأنه أصبح يمنح دكة البدلاء الفرصة.

وإذا ما أراد عموتة مواصلة نجاحه مع النشامى، عليه توسيع دائرة خياراته ويمنحهم الثقة المطلوبة، لأن اى طارئ قد يصيب أحد أركان مجموعته مـن اللاعبـين الأساسيين فى مباريات الدور الحاسم مـن تصفيات كاس العالم، قد يجعله فى موقف محرج وقد يفوت فرصة بلوغ المونديال، لأن مـن هم على مقاعد البدلاء أصبحوا على قناعة تامة بأن المدرب لا يؤمن بقدراتهم، ودخلوا فى مرحلة الشك.

وظهر واضحًا ان موسى التعمري العائد مـن اصابه كان متخوفًا اثناء المباراه مـن تجدد الإصابة، فلم يظهر بمستواه المعتاد، وهنا كان الأوجب على عموتة الإيمان بقدرات لاعبى الاحتياط ليكون البديل المناسب جاهزًا وواثقا مـن قدراته، ولذلك على المدرب ان يضع هذا الامر بعين الاعتبار فى المرحله القادمة.

جماهير تحتشد ولكن..!

احتشدت جماهير كرة القدم الأردنية، وملأت مدرجات ستاد عمان عَنْ آخره، بهدف الاستمتاع بأداء النشامى وتحفيزهم على تحقيق الفـوز، لكن الصدمة كانـت كبيرة بما قدمه اللاعبون فى الشوط الاول، بل إن المباراه كادت تخرج عَنْ السيطرة.

يزن النعيمات يحتفل مع النشامى بالفوز على طاجيكستان فى تصفيات المونديال العمدة نيوز ون ون

التهيئة الذهنية المثالية للاعبين لا تقل اهميه عَنْ الجاهزية الفنية والبدنية، وبما ان منتخـب النشامى يمتلك جيلاً مبدعًا ويحفظ كل منهم دوره دَاخِلٌ الْمَلْعَبُ، فهنا كان يتوجب على عموتة ان يركز على اهميه التهيئة الذهنية فى المباريات القادمة، فلا يعقل ان تغيب هذه التهيئة الهامة فى لقاءات حاسمة كهذه لشوط كامل، كاد يحول الفرحة الي حسرة، وأي حسرة.

ماذا لو لم يفز النشامى؟

كانـت مباراة الامس امام طاجيكستان فعلًا حاسمة ومصيرية بالنسبة لمنتخب النشامى، فالتعادل أو الخسارة يعنيان تبخر حلم الوصول الي المونديال، والتأهل له يتقدم اهداف الاتحاد الأردني، عندما صرح تعاقده مع عموتة.

ولم يكن لاعبو النشامى وحدهم تحت الضغط، بل إن عموتة نفسه كان يعيش ذات الضغوطات، لأن تبخر حلم المونديال كان يعني رحيله عَنْ المنتخـب، حيـث ثمة بند فى عقده وفقًا لمصادر خاصة لـ”العمدة نيوز“، ينص على فسخ عقده مباشرة فى حال الإخفاق وعدم التأهل، وقد يكون هذا أحد الأسباب التى دفعته قبل مدة للترويج حول إمكانية رحيله عَنْ النشامى.

وبتأهل النشامى الي الدور الحاسم مـن التصفيات المونديالية، فإن عموتة ضوء مواصلة مشواره مع الأردن حتـى نهاية الدور الحاسم، الذى سيتواصل حتـى حزيران/ يونيو مـن العام القادم.

السابق
أرقام أنتوني ماندريا.. بيتكوفيتش فى ورطة قبل لقاء أوغندا!
التالي
نجم فرنسا السابق يتهم كيليان مبابي بالخيانة!