اخبار الرياضة

بيتكوفيتش منح غينيا مفاتيح الفـوز قبل ضربة البداية

تعرّض المنتخـب الجزائري لخسارة غير متوقعة امام ضيفه منتخـب غينيا بهدفين لهدف واحد، ضوء الجولة الثالثة مـن تصفيات أفريقيا لكأس العالم 2026، ليتكبد بذلك المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش للهزيمة الأولى له على رأس العارضة الفنية لمحاربي الصحراء.

كانـت مباراة غينيا هى الثالثة للمدرب الجديـد للمنتخب الجزائري، بعدما فاز فى مارس/ آذار الماضي على بوليفيا (3-2) وتعادل مع جنوب أفريقيا (3-3) ضوء دورة ودية دولية جرت بالجزائر؛ لكنه يمكن القول إن خليفة بلماضي أخفق بدرجة “امتياز” فى أول اختبار رَسْمِيٌّ نحو مونديال أمريكا والمكسيك وكندا.

لم يقدم منتخـب الخضر اى شيء يشفع له بالفوز بنقاط المباراه، رغم أفضلية الاستقبال على أرضه وأمام جماهيره الغفيرة التى احتشدت منذ ساعات فى المدرجات، الحلول كانـت غائبة ولمسة المدرب لم تكن ناجحة فى الشوط الثانى، رغم إجراء 5 تغييرات كاملة.

يمكن القول إن المسؤولية الكبرى فى خسارة المنتخـب الجزائري يتحملها المدرب بيتكوفيتش كَمَا يتحمل اللاعبون جزءًا منها، وهم الذين لم يستيقظوا بعد مـن الصدمات المتتالية التى عاشوها فى الفتره الاخيره، منها الخروج المبكر مـن كاس امم أفريقيا بكوت ديفوار، وقبلها صدمة عدم التأهل الي مونديال 2022.

بيتكوفيتش اختار القائمه الخاطئ امام غينيا

اعتمد مدير فني الخضر على تشكيله “غير متوازنة”، واتضح مـن خلالها أنه لا يعرف مستوى لاعبيه جيدًا، فمثلًا ترك إسماعيل بن ناصر فى دكة الاحتياط، وهو اللاعب الذى كان ابرز عنصر فى خطط المنتخـب الجزائري منذ عَامٌ 2019، لكن بيتكوفيتش كان له رأي آخر وقرر الاعتماد على لاعبى خط وسـط هما نبيل بن طالب ورامز زروقي.

ثنائية بن طالب وزروقي لم تنجح يـومًا فى المنتخـب الجزائري اثناء السنوات الماضية تحت قيادة بلماضي، وحتى فى مواجهه بوليفيا “وديا” الأولى للمدرب السويسري لم تنجح، حيـث سادت الفوضى حينها وسـط الْمَلْعَبُ، قبل ان تتغير الْأَوْضَاعُ فى الشوط الثانى بعد خروج بن طالب ودخول احمد قندوسي، هذا الأخير بقي اليـوم حبيس دكة الاحتياط أيضًا.

الوسـط فى مثل هذه المباريات يعتبر اهم سلاح مـن اجل كسب النقاط؛ لكن لاعبى غينيا كانـت لهم اليد العليا طوال المواجهة، ونجحوا فى الاستحواذ على المساحات وكسر جل هجمات المنتخـب الجزائري، خاصةً فى شوط المباراه الاول، حيـث عجز الخضر على صناعة فرص سانحة للتسجيل، وظهر وكأنهم مكبلون وعاجزون عَنْ الوصول الي منطقه جـزاء المنافس.

مخالفات بيتكوفيتش تعدّت الوسـط الي خط الهجوم، حيـث أشرك 4 لاعبين بصفات هجومية بحتة؛ لكنه لم يحسن توظيفهم وأشركهم فى مراكز غير مريحة، هم ياسين براهيمي الذى كان اثناءًا لنفسه ولم يقدم شيئًا يُذكر ليغادر فى الدقيقه (59)، وهو حال ياسين بنزية الذى بدا تائهًا فوق الْمَلْعَبُ ولم يعرف المنصب الذى يشغله طوال اللقـاء ليرافق لاعـب الغرافة الي خارج الْمَلْعَبُ.

اعتمد مدير فني الخضر على أمين غويري فى منصب قلب هجـوم “رأس الحربة” منذ بداية المباراه، وهو الامر الذى لا يتقنه لاعـب ستاد رين بشكل جيد، كونه يحبذ اللعب خلف المهاجم وفي مركز الجناح الأيسر، سبق ان ســاهم فى مركز قلب هجـوم “رأس الحربة” فى حقبة بلماضي ولم يقدم شيئًا يُذكر، بينما أعلن سعيد بن رحمة للمرة الألف أنه لاعـب نادٍ ولليس لاعـب منتخـب، رغم ان هـدف منتخبه الوحيد جاء بعد تسديدة منه أكملها مدافـع غينيا فى مرماه بالخطأ.

تنظيم دفاعي سيئ وحارس كارثي!

كيفما كان عليه الحال فى مباراتي بوليفيا وجنوب أفريقيا الوديتين فى أول معسكر للمدرب بيتكوفيتش اثناء استقبل الخضر 5 اهداف كاملة، واصل الدفـاع الجزائري الظهور بوجه شاحب امام منتخـب متواضع على مستوى الساحة الأفريقية، لكن المساحات ظهرت فى الشوط الثانى بسـبب مخالفات فادحة فى التمركز والتغطية.

ثنائية عيسى ماندي ومحمد أمين توغاي باتت لا تلبي الطلب، اللاعبان يعيبهما الثقل فى الحركة وسوء التمركز دَاخِلٌ منطقه الجـزاء، وهذا ما اتضح فى لقطة الهدف الاول، حيـث وصلت الكرة الي مورايي سيلا وسـط غابة مـن السيقان، قبل ان ينجح فى هزم الحارس أنتوني ماندريا بسهولة.

مباراة الجزائر وغينيا تنتهي لمصلحة الفيل الوطني (Facebook/Feguifootofficiel) العمدة سبورت

وإذا كان الحارس الجزائري لا يتحمل مسؤولية الهدف الاول، فإنه حتمًا يتحمل مسؤولية الهدف الثانى، الذى جاء عبر تسديدة عبر أغيبو كامارا مـن زاوية ميتة تقريبًا، لم يحسن حارس مرمى كان التعامل مع الكرة، رغم أنها لم تكن بتلك القوة، لكن الهدف يتحمل غويري جزءًا مـن مسؤوليته أيضًا، إذ ترك مسجل الهدف يسدد طليقًا دون الضغط عليه تمامًا.

تغييرات بيتكوفيتش لم تكن مدروسة

تلقى المنتخـب الجزائري هـدفًا سريعًا فى الشوط الثانى عند الدقيقه (50)؛ لكن ردة فعل الخضر كانـت قوية ونجحوا فى تعديل النتيجة بهدف عكسي فى الدقيقه (52)، وفي الوقت الذى كان على بيتكوفيتش التحرك مـن اجل تعديل الأوتار وتسجيل هـدف التقدم، تلقت شبـاك ماندريا هـدفًا ثانيًا فى الدقيقه (63).

بعدها لم يحرك المدرب السويسري ساكنًا وحافظ على نفس اللاعبـين الي غاية الدقيقه (80)، والغريب ان تغييراته كانـت دفاعية، وبدل إشراك لاعبى خط وسـط أو مهاجـم إضافي للضغط على الدفـاع الغيني، لجأ الي الظهيرين الخلفيين جوان حجام وكيفين غيتون مقابل إخراج الجناح بن رحمة والظهير الأيمن يوسف عطال.

ويبدو ان بيتكوفيتش تفطن الي فشل ثنائية بن طالب وزروقي متأخرًا للغاية، ليخرج الأخير فى الدقيقه (84) مقابل إقحام قلب الهجوم منصف بكرار، هذا الأخير لم يلمس اى كرة تقريبًا، خاصةً ان تمركزه فوق الْمَلْعَبُ لم يكن مفهومًا بسـبب الفوضى التى انتهت عليها المواجهة، بسـبب سوء التنظيم أو سوء تطبيق تعليمات المدرب!

السابق
لن يخذلك أبدًا.. تريزيغيه دائم التألق بتصفيات المونديال
التالي
سعيد بالفوز واستثمرنا فى غياب بعض نجوم الجزائر