يتأهب لوكا مودريتش نجم وقائد منتخـب كرواتيا الاول لكرة القدم لوضع حدّ لمسيرة كروية ملهمة، امتدت على مدى 18 عَامًٌا، وذلك مـن بوابة نهاية يتمنّاه حالمًا فى بطوله كاس امم أورويا 2024 التى تستضيفها ألمانيا مـن 14 يونيو/ حزيران الحالي وحتى 14 يوليو/ تموز القادم.
ويأمل “الساحر” وحامل الكرة الذهبية فى عَامٌ 2018 ان يقترن نهاية مسيرته بلقبه الاول والوحيد مع منتخـب بلاده، الذى حَقَّق معه نتائـج جيدة فى السنوات الاخيره، حيـث حلّ وصيفًا فى مونديال روسيا 2018 وفي المركـز الثالث فى مونديال قطر 2022، ولعب نهائئ دورى الأمم الأوروبية فى 2023.
ويحضر مودريتش الي الأراضي الألمانية بمعنويات تصل عنان السماء، بعد تتويجه مع ناديه ريال مدريد الإسباني بمسابقة دورى أبطال أوروبا للمرة الـ15 بعد فوزه فى نهائى ويمبلي على بوروسيا دورتموند الألماني (2-0)، علاوة على اعلن لقب الدورى الإسباني للمرة الـ36 فى تاريخ “الملكي”.
مودريتش.. نهاية مع كرواتيا وتمديد فى الريال
ووافق المايسترو الكرواتي الذى سيبلغ سن الـ 39 عَامًٌا فى سبتمبر/ أيلول، على تمديد عقده لمدة عَامٌ مع ريال مدريد الإسباني، وتحديدًا حتـى عَامٌ 2025، بعد إنجاز دورى الأبطال.
وقال ماريان كوستيتش رئيس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم، مثمّنًا أسطورة منتخـب بلاده: “لقد حصل لوكا على مكانة افضل لاعـب كرة قدم كرواتي فى التَّارِيخُ منذ وقت طويل. مع لقبه السادس فى دورى أبطال أوروبا، دخل تاريخ كرة القدم كواحد مـن أعظم اللاعبـين فى هذا العصر”.
ومع اقتراب موعد بداية كاس أوروبا، يذهب مودريتش الي ألمانيا، حيـث خَاض أول بطوله كبيرة له مع المنتخـب الوطني فى كاس العالم 2006، بعد ثلاثة اشهر فقط مـن بداياته مع المنتخـب، حيـث خَاض فى المجمل 174 مباراة مع كرواتيا وسجل 24 هـدفًا.
فى وطنه الأم، تعشق الجماهير مودريتش لانه حافظ على تواضعه رغم أضواء الشهرة التى تحيط به، إذ نشأ صانع الألعاب كلاجئ فى زادار على الساحل الدلماسي بعدما طردته حرب الاستقلال فى مدة التسعينيات (1991-1995) مـن مسقط رأسه فى زاتون أوبرينوفاكي، فى المناطق النائية مـن زادار.
وعقب انتهاء القتال، غادر “مهووس الكرة” الذى واصل اللعب على الأسفلت امام فندق فى زادار حيـث لجأت عائلته، الي دينامو زغرب عَامٌ 2000 قبل ان ينتقل الي صفـوف توتنهام الانجليزي فى 2008، فى العام الذى برز خلاله فى كاس أوروبا، لينضمّ فى عَامٌ 2012 الي ريال مدريد، ومنذ ذلك الحين لم يغادر “القلعة البيضاء”.
“مـن الصعب الانتظار”
وبرغم كمّ الاعتراف، فإنّ صورة مودريتش البيضاء تشوّهت لفترة وجيزة فى وطنه، بعد اتهامه بالحنث باليمين اثناء محاكمة فساد بملايين اليوروات لرئيس دينامو زغرب السابق زدرافكو ماميتش فى عَامٌ 2018.
وتضاءل الغضب العام تجاهه بعد قيادته كرواتيا لوصافة مونديال روسيا، بينما أسقط الادعاء القضية فى نهاية المطاف بسـبب نقص الأدلة.
وعلى الرغم مـن الخسارة امام فرنسا 2-4 فى النهائى على الأراضي الروسية، استقبل أكثر مـن 500 ألف شخص مودريتش والمنتخب الوطني إستقبال الأبطال لدى عودتهم الي زغرب.
فى عَامٌ 2018، فاز مودريتش بالكرة الذهبية، الجائزة الفردية الأسمى فى عالم الكرة المستديرة، لدوره فى نجاح كرواتيا فى كاس العالم وفوز ريال مدريد بمسابقة دورى أبطال أوروبا للمرة الثالثة تواليًا.
كان حينها، الوحيد الذى خرق هيمنة الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على الجائزة بين عامي 2008 و2021.
حصل مودريتش على إشادة الخبراء منذ مدة طويلة بسـبب لياقته البدنية العالية، الي جانب الطاقة التى لا تنتهي ويجلبها الي الْمَلْعَبُ على الرغم مـن تقدمه فى السن.
وقال المدرب الوطني زلاتكو داليتش امام الصحافيين فى مايو/ أيار اثناء الإعلان عَنْ قائمة الـ 26 لاعـبًا دوليًا: “لا يستطيع الانتظار للعب مع كرواتيا ويكون قائدنا”.
وقد اعلن داليتش فى يونيو 2023، اثناء اليـوم القادم لنهائي دورى الأمم الأوروبية: “نحن بحاجة إليه، إنه جيل لم ينتهِ مـن الهامة بعد”، وهي لحظة مؤثرة للغاية بالنسبة للرقم 10”.
وضمن ضوء متصل، كتبت صحيفة “فيتشيرنيي ليست” الكرواتية اليومية فى مقال افتتاحي: “مودريتش يلعـب للمنتخب الوطني لانه لا يزال بحاجة إليه، ولأنه لا يمكن استبداله ولأنه يهتم به”.
ووصفت الصحيفه ظهور مودريتش المتوقع دَاخِلٌ المستطيل الأخضر اثناء كاس أوروبا فى النسخه القادمة بأنه أحد “أكثر لحظات كرة القدم المتوقعة” لهذا العام.
وأضافت ان المشجعين الكروات “سيشهدون على الأرجح، إسدال الستار على واحده مـن أكثر المسيرات إثارة للإعجاب للاعب كرة قدم بالقميص الوطني”، اما مودريتش، فلم يعلّق رَسْمِيًٌّا بعد على مستقبله مع المنتخـب الوطني، الملقب بـ”فاتريني” باللغة المحليه اى “الناريين”.
