أرقام كاس أوروبا.. سجلّات خارقة وأسماء خالدة

تعد أرقام كاس أوروبا مـن أكثر عناصر الجذب لعشاق الإحصائيات الخاصة بالبطولات الكبرى، لا سيما مـن حجم “اليورو”، والذي ستكون نسخته السابعه عشرة هذا الصيف -كعادتها- مسرحًا للإثارة ومصدرًا للمتعة.

مـن المتوقع ان تسير هذه النسخه، التى تحتضنها ألمانيا فى الفتره الممتدة مـن 14 يونيو/حزيران وحتى 14 يوليو/تموز، علـى نهج سابقاتها، التى حفلت بأرقام قياسية خارقة ورسّخت فى أرشيفها نجومًا عظماء، خطّوا صفحات مجيدة بأحرف ذهبية، وذكريات لا تُمحى فى كتاب المنافسه.

فى القراءة التالية، نودّ وضع متابعي “العمدة نيوز” فى صلب ابرز الإنجازات الاستثنائية فرديًّا وجماعيًّا، التى حظيت بها البطولة العريقة، والتي رأت النور فى عَامٌ 1960 بفرنسا.

أرقام كاس أوروبا.. “الماكينات” تترقب إنجازين ضخمين

يعد منتخـب ألمانيا، رقمًا صعبًا بارزًا جدًّا مـن بين أرقام كاس أوروبا، ليس لفخامة اسمه وعراقة تاريخه فحسب، وإنّما لأرقامه المبهرة فى المنافسه، التى لا يضاهيها أحد.تاريخ المتوّجين بلقب كاس امم أوروبا

ويحتكر “المانشافت” على مدار التَّارِيخُ استثناءات خاصة به، فهو الأكثر مشاركة فى البطولة، إذ لم تغب شمسه عَنْ 13 نسخة كاملة مـن جملة 16 دورة، اى منذ عَامٌ 1972 (مـن دون احتساب نسخة 2024)، وهو الوحيد الذى استطاع التأهل لثلاثة نهائيات متتالية (1972 و76 و80)، كَمَا أنه الأكثر خوضًا للمباريات (49 مباراة) وتحقيقًا للانتصارات (26 فـوزًا) وتسجيلًا للأهداف (72 هـدفًا)، والأكثر بلوغًا للنهائي (6 مناسبات) ووصولًا للمربع الذهبي (9 مرات).

وبعيدًا عَنْ كونه الأكثر تتويجًا بلقب اليورو مناصفة مع إسبانيا بثلاثة بطولات (1972 و80 و96)، فإنّ أرقام كاس أوروبا المسجّلة باسم الألمان ما يزال ينقصها إنجاز وحيد، وفي حال تحقق سيضرب رجال المدرب يوليان ناغلسمان عصفورين بحجر واحد.

العصفوران المقصودان هما، أولاً كسر النحس بالتتويج بالالقاب على أرضهم وأمام جماهيرهم، وهو ما فشلوا فيه عند استضافتهم الحدث للمرة الأولى عَامٌ 1988، اثناء غادروا مـن الدور نصف النهائى على يدي هولندا (1-2)، اما العصفور الثانى فيتعلّق بفض الشراكة مع “لاروخا” فى أعلى هرم المتوّجين.

فوتس المتفرّد وديشامب الاستثنائي

تشهد أرقام كاس أوروبا وتاريخها الطويل على المزيد مـن الإنجازات للمدربين، ولكن سنكتفي فقط بالاستحقاقين الأبرز، وهما إنجاز فريد للألماني بيرتي فوغتس، ورقم متفرّد للفرنسي ديدييه ديشامب المدرب الحالي لمنتخب “الديوك”.

وبرغم سمعة المدربين الألمان الطاغية فى البطولة، حيـث إنهم الوحيدون الذين توّجوا بأربعة بطولات (3 مع ألمانيا عبر هيلموت شون ويوب ديرفال وبيرتي فوغتس، و1 مع اليونان بفضل أوتو ريهاغل)، غير انّ فوغتس تفرّد بكونه الوحيد فى تاريخ المنافسه، الذى حَصَد البطولة فى مناسبتين، الأولى لاعـبًا عَامٌ 1972، والثانية مدير فنيًا فى 1996.

أمّا ديشامب، فيحتكر رقمًا مميزًا آخر، باعتباره أكثر مـن ســاهم فى البطولة بـ20 مباراة، بصفته لاعـبًا أعوام 1992 و1996 و2000 ومدربًا فى 2016، كَمَا يشترك مدير فني الـ”تريكولور” فى استثناء آخر مع الأسطورة الإيطالي دينو زوف، بصفتهما أكثر مـن شاركا فى النهائى كلاعبين (ديشامب فى 2000 وزوف فى 1968) ومدربين (ديشامب فى 2016 وزوف فى 2000).

بين رونالدو وبلاتيني.. حرب ضروس وقسمة عادلة

لا يمكن التطرق الي أرقام كاس أوروبا أو خوض غمار الإحصائيات القياسية، مـن دون استحضار اسم أسطورة البرتغال الحية، كريستيانو رونالدو، الذى سيكون مرشّحًا -رغم بلوغه سن الـ39- لتحيين أرقامه “المرعبة” أساسًا، إذ يأتيّ “صاروخ ماديرا” قمة هدافي المنافسه برصيـد 14 هـدفًا، دوّنها فى 5 نسخ مختلفة، كَمَا أنه الأكثر مشاركة (25 مباراة)، والأكثر حضورًا وفق عَدَّدَ الدقائق (2063 دقيقة) مـن أول بطوله له فى 2004 الي الاخيره فى 2020.جميع اهداف كريستيانو رونالدو فى “اليورو” حتـى الان

وعلى الرغم مـن انتزاعه ريادة الهدافين مـن أسطورة فرنسا ميشال بلاتيني، إلاّ انّ صراع “الدون” مع الرئيس السابق للـ”يويفا” لم ينته “بلا خسائر”، إذ تفوّق بلاتيني مـن اثناء احتكار امتياز أكثر المسجّلين فى نسخة واحده (9 اهداف اثناء 5 مباريات عَامٌ 1984)، كَمَا أنه أكثر وأسرع وأكبر لاعـب تَسْجِيلًٌا للهاتريك (ثلاثية) فى بطوله واحده، كَمَا أنه اللاعب الوحيد الذى دوّن ثلاثيتين متتاليتين فى نسخة واحده (يورو 1984).

وبفوز كل منهما بجولة فى حرب الهدافين “الضروس” بينهما، يمكن القول إن صراع رونالدو وبلاتيني على بساط اليورو، آل حتـى الان الي قسمة عادلة، إلاّ إذا قرّر نجم النصر السعودي القيام بإنجاز جنوني فى الملاعب الألمانية.

مرحلة فى رحاب المتناقضات

حصر كل أرقام كاس أوروبا فى مقال وحيد، يبقى صعبًا، ولذلك اخترنا لكم بينما يلي مجموعه إضافية مـن الإحصائيات المميزة، التى تبرز جوانب فريدة مـن تاريخ البطولة:

– إسبانيا هى المنتخـب الوحيد الذى استطاع الفـوز بلقبين متتاليين، وكان ذلك فى نسختي 2008 و2012.

– أكثر مواجهه حدثت فى تاريخ البطولة؛ كانـت بين إسبانيا وإيطاليا، حيـث تواجها فى 6 مناسبات مختلفة، اما الأكثر حدوثًا فى النهائى فكانت مباراة ألمانيا والتشيك وتواجها مرتين (1976 و1996).

– إسبانيا وألمانيا هما المنتخبان الوحيدان اللذان شاركا فى إحدى الالقاب مـن دون تلقي اى خسارة، وقد حدث ذلك فى 4 مناسبات، بينما انّ البرتغال هو الأكثر اصطدامًا ببطل المنافسه؛ وقد حدث ذلك فى 5 مناسبات.

– كريستيانو رونالدو أكثر اللاعبـين تحقيقًا الانتصار (12)، ويليه الإسبانيان أندريس إنييستا وسيسك فابريغاس (11).

– أصبح الإسباني إيكر كاسياس، الحارس الوحيد الذى يتوّج بلقب اليورو مرتين متتاليتين كقائد، بينما إنّ زميله الإيطالي جانلويجي بوفون، هو الأكثر مشاركة كقائد لبلاده (13 مباراة).

-وقّع الروسي دميتري كيريتشينكو اسرع هـدف فى تاريخ البطولة، وجاء بعد 67 ثانية فقط مـن بداية مباراة بلاده امام اليونان فى يورو 2004.– السويسري يوهان فونلانتين، هو أصغر مـن سجّل هـدفًا فى المنافسه، وكان ذلك فى شبـاك فرنسا فى يورو 2004 عَنْ عمر 18 سنة و141 يـومًا، بينما كان أكبر المسجّلين النمساوي إيفيكا فاستيك بعمر 38 سنة و257 ويومًا، امام بولندا فى يورو 2008.

– وفي المباريات النهائيه لليورو، كان الإيطالي بييترو أناستازي أصغر لاعـب يحرز هـدفًا بعمر 20 سنة و64 يـومًا، بينما انّ الألماني بيرند هولسنباين هو أكبر الهدافين سنًّا (30 سنة و 103 أيام).

– يعدّ الألماني راينر بونهوف اللاعب الوحيد الذى ســاهم فى 3 نهائيات متتالية (1972 و76 و80).

– يعد الهولندي ييترو فيليمز أصغر اللاعبـين مشاركة فى اليورو (18 عَامًٌا و71 يـومًا)، بينما الأكبر، هو المجرى غابور كيرالي والذي ســاهم بعمر 40 عَامًٌا و74 يـومًا.