اخبار الرياضة

ماذا تعرف عَنْ إنزو ماريسكا مدير فني تشيلسي الجديـد؟

أصبح الإيطالي إنزو ماريسكا (44 عَامًٌا) مدير فنيًا لتشيلسي حسب بيـان رَسْمِيٌّ صادر الإثنين 3 يونيو/ حزيران، ليخلف سلفه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذى لم يدم أكثر مـن موسـم واحد فى أروقة النادي اللندني، حيـث رحل بعد فسخ العقد بالتراضي.

تشيلسي غيّر مدربه 6 مرات فى آخر موسمين، وهذا قد يبدو نذير شؤم لماريسكا، لكن فى الوقت ذاته سيكون المدرب الأصلع منتشيًا بعض الشيء بإرث المدربين الطليان الجيد فى النادي، أمثال أنطونيو كونتي وكارلو أنشيلوتي وماوريسيو ساري.

حَصَد كونتي وأنشيلوتي وساري بطولات محلية وأوروبية عديدة، وتركوا سمعة طيبة للمدرب الإيطالي فى تشيلسي، والآن يريد ماريسكا اتباع خطواتهم، بعدما وضع حبره على عـقد يربطه بالنادي اللندني لمدة 5 موسـم مقبلة مع إمكانية التمديد لعام إضافي.

قاد ماريسكا فريق ليستر سيتي لحصد دورى الدرجة الأولى الإنجليزية (تشامبيونشيب) ما أهله تلقائيًا للعودة وحصد مقعد فى الدورى الممتاز (بريميرليغ) لكنه قرر مغادرة أزرق مدينة ليستر ليلتحق بأزرق مدينة لندن، فى خطوة فريدة بمسيرته التدريبية.

إنزو ماريسكا الإيطالي الثائر على الأعراف

يمكن اعتبار ماريسكا امتدادًا طبيعيًا للجيل الجديـد مـن مدربي كرة القدم الإيطاليين أمثال غاسبيريني وساري ودي زيربي ودي فرانشيسكو وتياغو موتا، فهم أداروا ظهورهم الي فلكور التدريب الإيطالي القائم على الدفـاع، واتجهوا نحو كرة القدم الحديثة.

هؤلاء المدربون الطليان الجدد أحدثوا نهضةً غير مسبوقة، وانتهجوا أفكارًا هجومية ذات استحواذ، فى ثورة واضحة على أعراف كرة القدم الإيطالية الدفاعية، ويمكن ببساطة وضع ماريسكا بينهم، لا سيما أنه تتلمذ على يد بيب غوارديولا فى مانشستر سيتي.

تولى ماريسكا تـدريــب فريق الشباب فى مانشستر سيتي عَامٌ 2020، وبعد سنتين فقط ضمه غوارديولا الي طاقمه الفنى، ليكتسب خبرات لا بأس بها مـن الإسباني الأصلع، ويفوز معه بأربع بطولات العام الماضي، منها دورى أبطال أوروبا.

أسهم ماريسكا بوضوح فى صقل بعض مواهب أكاديمية النادي السماوي وتصعيدهم الي النادي الاول، وأبرزهم كول بالمر الذى ترك مانشستر سيتي ورحل صوب تشيلسي الصيف الماضي، إضافة الي أوسكار بوب ورميو لافيا وغيرهم مـن اللاعبـين.

نهج إنزو ماريسكا فى كرة القدم

يتبع إنزو ماريسكا مدرسة اللعب التموضعي القائمة على الاستحواذ وتغيير المواقع بمرونة شديدة بهدف صنع أكبر فرص تهديفية، مع انتهاج الضغط العالي لاستخلاص الكرة مـن الخصم فى مناطقه، تمامًا كَمَا يلعـب غوارديولا ويورغن كلوب وروبرتو دي زيربي.

ربما ترجم ماريسكا المثل الانجليزي القائل: “مع الكرة.. كل اللاعبـين مهاجمون، ومن دونها.. كل اللاعبـين مدافعون” الي واقعٍ فى أرض الْمَلْعَبُ، فهو يمنح لاعبيه أدوارًا مركبة ولا يمتثل لصرامة المراكز وتقييدها، فالكل يتحرك باستمرار فى أماكن متفرقة.

فقط ساوثهامبتون (66%) لديه معدل استحواذ أكبر مـن ليستر سيتي (62٪) فى العام المنقضي للتو فى التشامبيونشيب وما يمـيز الثعالب ان متوسط تمريراتهم الصحيحة فى المباراه الواحدة هو 549 تمريرة، فى رقم فريد لفريق ينشط فى الدرجة الأولى.

كَمَا يتضح مـن صورة التمريرات الموسمية للفريق، يعتمد ليستر سيتي على بناء الكرة مـن الخلف عبر مشاركة حارس المرمى فى تبادل الكرات مع المدافعين، بينما يهبط المهاجم الاساسى للمشاركة فى بناء الهجمات، مع ملاحظة استخدام الاستحواذ الوهمي عبر تكتل اللعب فى الرواق الأيسر ثم تحويل الكرة بسرعة الي الجناح الأيمن فى المساحة الفارغة، وهذه لعبة تكتيكية نفذها النادي كثيرًا هذا العام.

خريطة التمريرات الموسمية للاعبي ليستر سيتي (Squawka)

ليستر هو أكثر فريق صنع لاعبوه فرصًا تهديفية خطيرة مـن بين كل فرق البطولة بواقع 142 فرصة، كَمَا أنه يحظى بثالث أكبر عَدَّدَ لمسات دَاخِلٌ منطقه الجـزاء بـ1370 لمسة، بينما أنه أكثر فريق ربح لاعبوه ركلات جـزاء مـن الخصم بواقع 13 ركلة.

مـن حيـث الضغط العالي، فإن ليستر سيتي يأتي المركـز الاول مـن حيـث استخلاص الكرة فى الثلث الأخير مـن الْمَلْعَبُ -ثلث الخصم- بمعدل 5 مرات فى المباراه الواحدة وإجمالًا 230 فى كل العام، فى رقم يعكس مدى شراسة النادي فى الضغط.

فى الحالة الدفاعية يتحول الرسم التكتيكي مـن 4-3-3 الي 4-5-1، حيـث يكتظ الوسـط بـخمسة لاعبين مشكلين حزامًا دفاعيًا لمنع تمريرات الخصم الي عمق الْمَلْعَبُ، مع اتباع نهج الدفـاع رجلًا لرجل، فكل لاعـب مـن ليستر سيتي مكلف بلاعب مـن الخصم.

فى الجدول القادم الذى أعددناه فى العمدة نيوز يتضح ان أرقام ليستر مع ماريسكا افضل مـن موسـم تشيلسي مع بوكيتينو، خاصةً مـن حيـث تَسْجِيلٌ الأهداف وصناعة الفرص والاستحواذ، مع ملاحظة ان التشامبيونشيب بطوله قوية تحظى بتنافسية شديدة.

مقارنة بين تشيلسي وليستر سيتي 2023-2024
تشيلسي الإحصائية ليستر سيتي
59٪ الاستحواذ 62٪
77 اهداف 89
122 صنع الفرص 142
5.7 تسديد لكل مباراة 5.2
1127 لمس فى منطقه الجـزاء 1370
216 كسب الكرة فى الثلث الأخير 230

ما الذى يحتاجه إنزو ماريسكا فى تشيلسي؟

فى الحقيقة سيكون خط الهجوم بطبيعة الحال فى أولويات المدرب الإيطالي، فالفريق ضيع العام الماضي فى الدورى الانجليزي 73 فرصة تهديفية محققة تعكس مدى ركاكة الحسم امام المرمى، وللسنغالي نيكولاس جاكسون نصيب الأسد حيـث ضيع وحده 25 فرصة مـن أصل 34 أُتيحت له، وهنا سيكون الحديث عَنْ التعاقـد مع مهاجـم حاسم مثل النيجيري فيكتور أوسيمين أو الغيني سيرهو غيراسي.

نجوم أكاديمية ليفربول - مـن اليمين هارفي إليوت وكونور برادلي وجاريل كوانساه (Getty)

يحظى تشيلسي بوفرة فى المواهب والنجوم، لكن ما عانى منه حقًا هو استثمار هؤلاء اللاعبـين وتوظيفهم، ومن المرجح ألّا يُحدث إنزو ماريسكا ثورةً كبيرةً فى الميركاتو، بالنظر الي وجود أسماء رنانة مثل كول بالمر وكريستوفر نكونكو ورحيم ستيرلينغ.

السابق
مـن يملأ فراغ كيليان مبابي فى باريس سان جيرمان ؟
التالي
الترجي يرد على طلب ميغيل كاردوزو بالرحيل.. وجلسة منتظرة معه