تظل أسعار صرف الدولار في لبنان مستقرة مقابل الليرة اللبنانية اليوم، وذلك على الرغم من التزايد المتنامي للمخاوف المتعلقة بالحروب وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد.
قام الخبير الاقتصادي اللبناني، الدكتور بيار خوري، بالتعبير عن عدم اتخاذ مصرف لبنان أي إجراءات تصاعدًا للأوضاع النقدية الصعبة. وأشار إلى أن آخر تدخل قام به مصرف لبنان يعود إلى الفترة الأخيرة من ولاية الحاكم السابق رياض سلامة، عندما تدخل بعمليات حقن وسحب للأموال في السوق.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن مصرف لبنان لديه ثلاثة أنواع من الإجراءات الرئيسية للتدخل في الأسواق. وتضمنت هذه الإجراءات تحديد أسعار الفائدة، بما في ذلك الفائدة على المدى القصير بين المصارف. ولكن هذا الإجراء تعطل نظرًا للظروف الراهنة.
والإجراء الثاني يتضمن بيع وشراء السندات الحكومية، ولكن هذا الإجراء أيضًا توقف نتيجة لعدم قيمة هذه السندات ونقص توازنها في السيولة. بينما تكمن العمليات التي يقوم بها مصرف لبنان أو أي بنك مركزي أخرى في التأثير على حجم السيولة في الاقتصاد.
وأكد الخبير على أن الإجراء الثالث يتعلق بعمليات القطع التي يقوم بها حاكم مصرف لبنان بالإنابة. وأشار إلى أن كل أدوات السياسة النقدية أصبحت عاجزة، ولا يمكن لها العمل بفعالية في غياب سياسة اقتصادية ومالية فعالة.
وشدد على أنه منذ خروج مصرف لبنان من الساحة، تمت مناقشة تداعيات سلبية محتملة على قيمة الليرة والوضع الاقتصادي. ولكن حتى الآن، لم تحدث تغيرات جذرية. وأشار إلى أن مصرف لبنان غير قادر على اتخاذ إجراءات نشطة في الوقت الحالي، وقرر البقاء خارج اللعبة. ويمكنه فقط الإصرار على موقفه. وإذا ما زادت الحاجة للحكومة إلى التمويل، فسيكون هناك ضغط على المصرف لطباعة العملة.
وأكد على أهمية عدم الاعتماد على مصرف لبنان في ظل غياب الأسس النقدية والاقتصادية وهيكلة المصارف. وأشار إلى أنه يجب البحث عن دور جديد للبنك المركزي في الاقتصاد في حالة تطور الأوضاع.
سعر الدولار فى لبنان اليوم
تواصلت تغييرات سعر صرف الدولار في السوق السوداء في لبنان خلال اليوم. وفقًا للمعلومات الأخيرة، بلغ سعر الدولار في السوق السوداء حوالي 89,400 ليرة للشراء و 89,700 ليرة للبيع. في الوقت نفسه، سجل سعر الدولار في البنك المركزي اللبناني حوالي 15,000 ليرة.
تجدر الإشارة إلى أن السوق السوداء هي سوق غير رسمية لتداول العملات، وتكون أسعار الصرف في هذه الأسواق عادة مرتفعة بشكل كبير مقارنة بالأسعار الرسمية في البنوك. تلك التقلبات تعكس التحديات الاقتصادية التي تواجهها لبنان، بما في ذلك التضخم والأزمة المالية والنقدية.
